علاقة التغذية السكرية بإنتاج العسل

تغذية النحل على السكر في المواسم الحرجة لا علاقة له بانتاج عسل السكر:

هذا الكلام يثير العديد من التساؤلات لعدم وضوحه إلى درجة ما وخصوصاً لمن ليست لهم دراية بتربية النحل
أولاً
أود أن أوضح نقطة هامة و تتعلق بسوق تجارة العسل وثقافة المستهلكين, فمن
خلال عملي الطويل في تجارة العسل انتهيت إلى نتيجة هامة وهي أن معظم (وليس
كل) المستهلكين درايتهم محدودة للغاية بنوعية العمل في مجال تربية النحل
ونظراً لانتشار نوعيات عديدة من العسل الرديء المنتج صناعياً بواسطة السكر
المحول إنزيميا, فقد أحاطت بهذه التجارة العديد من الشبهات واختلط الأمر
على العديد من المستهلكين, فأصبحوا يعتقدون اعتقاداً وثيقاً (لا يقبل الجدل
أو النقاش) بأن تغذية النحل على المحاليل السكرية في أي وقت من العام,
ومهما كان السبب (وخصوصاً في الشتاء, حيث تستلزم تربية النحل هذه العملية
للحفاظ على الطوائف من الهلاك جوعاً) سيؤدى حتماً إلى إنتاج عسل سكر ناتج
من تغذية النحل بالمحاليل السكرية في مواسم العسل الطبيعية.
إن تغذية
النحل هي عملية ضرورية وبل من أهم العمليات التي يوليها مربو النحل
اهتماماً كبيراً في أوقات الجوع للحفاظ على طوائفهم من الهلاك, أما تغذية
النحل على المحاليل السكرية في موسم النشاط فان هذه التغذية ستؤدى حتماً
إلى إنتاج عسل نحل من المحاليل السكرية, وهذا شئ بديهي عافانا الله وإياكم
منه.

خلاصة القول أن تغذية النحل في فصل الشتاء لا تؤدى إطلاقا إلى
إنتاج عسل نحل في موسم النشاط في الصيف (وهذا ما يعتقده معظم المستهلكين)
حيث يستهلك النحل هذه المحاليل في إنتاج الطاقة للتدفئة, أما تغذية النحل
في موسم النشاط فهذا بالطبع يؤدى إلى إنتاج عسل وهذا عمل مرفوض أساساً من
قبل المربين.