تاريخ تربية النحل History of beekeeping

لعب النحل دورا هاماً في تاريخ الإنسان، حيث أنه قبل 700 عام لم يكن قصب السكر
موجوداً في أفريقيا وأوروبا، والذي نقل من جنوب الباسفيك عبر الصين إلى منطقة
البحر الأبيض المتوسط، أما بنجر السكر فإن تطويره، كمصدر هام للسكر، كان حديثاً
للغاية. كان المصدر الرئيسي للسكر قبل هذه الفترة يأتي من عسل النحل وبعض ثمار
الفاكهة.

ذكر العسل في القرآن الكريم
وغيره من الكتب السماوية، كما استخدم في الطب الشعبي وكذلك في دهان الجروح. ينتج
نحل العسل أيضا الشمع والذي استخدم قديما لعمل القماش الغير منفذ للماء، حماية
الحديد من الصدأ، وكثيرا من الأغراض الأخرى. يستخدم البروبوليس الذي يجمعه النحل في
دهان الجروح وفى بعض التركيبات الطبية ، وذلك لكونه مضاد حيوي. حاز نحل العسل الإعجاب
بواسطة الإنسان في العديد من الحضارات، وذلك لنظافته وإنتاجيته.

أقدم رسم للإنسان الأول وهو
يجمع العسل، من عشوش النحل البرى، موجودة على الصخور في أسبانيا وعمره أكثر من 8
آلاف عام وتم استخدامه كمركز للمؤتمر العالمي للنحل في مدريد عام 1961م .

الرسوم الصخرية الأخرى
القديمة لعشوش النحل في الكهوف، والحصول على العسل منها موجودة في أفريقيا، كانت
بادية إنشاء القرى وسكن القبائل فيها ورعاية الحيوانات، وزراعة النباتات، وتربية
النحل في مصر القديمة منذ 7 – 10 آلاف سنة. توجد رسوم مقابر الفراعنه الخاصة
بالنحل ويرجع عمرها إلى 3450 - 4400 عاماً مضت، وإحداها بها خلايا تشبه الخلايا
الطينية الموجودة حالياً في مصر. ازدهرت حضارة الإغريق والرومان منذ 1700 _ 2500
عاماً مضت، وكانوا أيضا نحالين، وكانت جزيرة كريت، والتي عثر فيها على رسم للنحل
منذ 1700 عام قبل الميلاد واستخدم رمز المؤتمر النحلة في أثينا عام 1979م، كانتا،
مصدرا رئيسيا للعسل وكذلك المدن المحيطة بروما وأثينا، وحتى الآن توجد مناحل كبيرة
في هذه الأماكن. مر عصر أسود على أوروبا في عام 476م وأحرقت المكتبات وتمت محاربة
التعليم، وكان الوحدين اللذين يقرؤون ويكتبون موجودين في الكنائس والأديرة، وكانت
تربية النحل بدائية، ويصنع من العسل نوع من النبيذ(Mead) في شمال أوربا، وكذلك تصنع
شموع الكنائس والأديرة من شمع النحل.
منذ حوالي ألف عام تطورت تربية النحل في الغابات في بولندا ، والبلاد المحيطة بها
والإسم البولندي لهذه الطريقة في التربية هو (Barc)، وهو أن يقوم النحال
بإختيار الأشجار الكبيرة والتي يصل قطرها إلى 3 أقدام (حوالي متر) ويقوم بعمل
فراغات أو كهوف بها، على ارتفاع عشرة إلى ستين قدم فوق سطح الأرض مع تغطية هذه
الفراغات، كل غطاء به ثقب، بعد دهان الفراغ بشمع النحل والبروبوليس والتي تجعل
الفراغ جذابا للنحل، ويجمع العسل من هذه ال(Barcs) مرة واحدة كل السنة.

يلاحظ وجود الدببة في هذه
المناطق، والتي تتخذ ضدها إجراءات لمنع تسلقها للأشجار وسرقة العسل. بدأت العصور
الوسطى منذ ألف إلى ألف وخمسمائة عاماً مضت، وفى هذا الوقت بدأ النحالين في شمال
أوروبا في قطع الأشجار التي بها طوائف نحل ووضعها في وضع رأسي في المنحل، وكان هذا
تطور وبداية تربية النحل.

من المراجع التي ترجع إلى عدة مئات من السنين،
أنه تم في هذا الوقت اكتشاف أن صناديق الخشب أو القلف وأيضاً القش والسلال، يمكن
وضعها فوق هذه الخلايا الرأسية مع عمل فتحة بينهم، وعندئذ يقوم النحل بتخزين العسل
في هذا الجزء العلوي، وبالتالي يمكن الحصول على العسل منه بدون قتل النحل. كما تم
عمل خلايا أسطوانية (Skeps) من القش وميزتها هي سهولة نقلها وتحريكها
وتجميعها في منحل واحد، وكذلك جمع الطرود وإكثار الطوائف. كان من المعتاد في نهاية
الموسم، قتل عدد من الطوائف والتي زادت عن حمولة المنحل، وذلك ليبقى عدد الطوائف في
المنحل كما هو، وكان القتل يتم باستخدام أبخرة الكبريت المحروق.

ظهر أول كتاب بالإنجليزية في تربية النحل عام 1568م (Thomas.
Hyll, Londoner)
وهو موجود في مكتبة جامعة كورنيل وبحالة جيدة ويمكن قراءة النص بسهوله، وهو مستمد
من كتابات الإغريق والرومان أما كتاب شارلس بتلر الشهير (The
Feminine Monarchie)
فصدر في عام 1609م وفيه تم ذكر أن الملكة هي الأنثى (بينما كان يسميها الإغريق
الملك) ، وكذلك تم التعرف على الذكور، ولو أن هذه المعلومات تبدو في نظرنا بسيطة إلا
أنها كانت هي البداية العملية لتربية النحل، وكانت البداية للتجارب والملاحظات
العلمية، بهدف جمع معلومات مضبوطة عن النحل.

لم يكن هناك نحل في أمريكا
الشمالية والجنوبية، أستراليا ونيوزلنده، حتى وصل الأوروبيون إلى هذه الأماكن.
توجد معلومات عن إنتشار النحل على طول الساحل الشرقي لأمريكا في الفترة ما بين
أعوام 1640م و 1650م، ثم انتشرت طرود النحل بسرعة إلى الغرب، وكان الهنود الحمر
يسموا النحل، ذباب الرجال البيض (White men's flies) . استمرت تربية النحل في
أمريكا 200 عام إلى أن كتب(Moses Qunby) كتابه (Mysteries of
Beekeeping Explained,
1853) .

بدأ كوينبى تربية النحل عام
1828م ولانجستروث عام 1837م وكانت ثورة في تربية النحل في العالم كله. اكتشف
لانجستروث المسافة النحلية وصنع الخلايا ذات البراويز المتحركة والأساسات الشمعية
وفرازات العسل، اخترع كوينبى المدخن (Smoker). بعد اكتشاف المسافة
النحلية، ظهرت مجلات متخصصة في النحل، ومنها في عام 1861م (American
Bee Journal).
ومجلة (Gleanings in Bee culture) عام 1873م. وهذه المجلات تصدر حتى الآن. تم فهم
حياه النحل بدرجة أفضل وتخزينه للغذاء، وكذلك طرق مقاومة التطريد بواسطة ديموث
وديمارى، وتمت معرفة أن الإزدحام (Congestion) هو سبب التطريد ويمكن
مقاومة بوضع العاسلات، كما عرف بأن الملكات الصغيرة تضع بيض أكثر وهى أفضل. أدى
استخدام الموتورات التي تعمل بالجازولين وكذلك الموتورات الكهربية، أدى إلى مكينة
فرز العسل، وكان أول مصنع تم إنشاؤه لاستخراج العسل في ولاية نيويورك عام 1937م،
وخلال عدة سنوات انتشرت هذه المصانع. أول ماكينة لكشط الأغطية الشمعية تم إنشائها
عام 1920 وفى أونتاريو – كندا.

كان لإختراع (Dakota Gunness Uncapper) الفضل في مضاعفة كشط الأغطية الشمعية لأقراص العسل في اليوم
بواسطة شخص واحد، وتم الكتابة عن هذا في (Gleanings in Bee
Culture, March, 1988).